
سان فرانسيسكو، الولايات المتحدة (أخبار إنمائية) — أعلنت شركة "أوبن أي آي" عن إدخال مجموعة من التحديثات على منصتها "تشات جي بي تي"، تركّز على تعزيز الوعي النفسي وتشجيع التفاعل المسؤول مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، في ظل تصاعد المخاوف العالمية بشأن التأثيرات النفسية الناجمة عن الاستخدام المطوّل لهذه الأدوات.
وبدءًا من اليوم، سيتلقى المستخدمون المنخرطون في جلسات مطوّلة تذكيرات لطيفة تحثّهم على أخذ فترات راحة، في إطار توجه أوسع تتبعه المنصات الرقمية لتعزيز أنماط استخدام أكثر توازناً وصحة. وتهدف هذه التذكيرات إلى تقديم راحة نفسية للمستخدم بدلاً من تعظيم وقت التفاعل.
كما قامت "أوبن أي آي" بإعادة صياغة طريقة استجابة "تشات جي بي تي" للاستفسارات الشخصية الحسّاسة. ففي الحالات العاطفية الدقيقة، كقضايا العلاقات الشخصية، لم يعد النظام يقدم إجابات مباشرة، بل بات يوجّه المستخدمين نحو التفكير التأملي، ويعرض عليهم إيجابيات وسلبيات الخيارات المختلفة، لمساعدتهم في اتخاذ قرارات واعية بأنفسهم.
ويأتي ذلك استجابةً لملاحظات سابقة انتقدت ميل النموذج إلى التماهي المفرط مع بعض المستخدمين، مما أدى أحياناً إلى تأييد معتقدات خاطئة أو ضارة. وفي هذا السياق، أعادت الشركة تصميم النظام لرصد مؤشرات الضيق النفسي بشكل أكثر دقة، وتقديم دعم يستند إلى مصادر موثوقة، مع الإحالة إلى جهات خارجية متخصصة عند الحاجة.
وقد تم تطوير هذه التحديثات بالتعاون مع أكثر من 90 طبيباً في 30 دولة، بالإضافة إلى خبراء في مجالات الطب النفسي، وتنمية الشباب، وتفاعل الإنسان مع الحاسوب، بهدف ضمان مقاربة شاملة تستند إلى المعرفة المتخصصة.
وأكدت الشركة في بيان رسمي: "هدفنا ليس أن نحافظ على انتباهك، بل أن نساعدك على توجيهه بطريقة أفضل". كما شددت "أوبن أي آي" على أن "تشات جي بي تي" لا يُعد بديلاً عن الأطباء النفسيين أو أنظمة الدعم العاطفي أو الإرشاد الشخصي، داعيةً إلى ضرورة الحفاظ على حدود صحية واضحة عند استخدام الذكاء الاصطناعي.