
كاليفورنيا، الولايات المتحدة (أخبار إنمائية) — تعمل منصة تيك توك على دمج الوعي الذهني ضمن تجربتها الرقمية من خلال مبادرة جديدة أطلقت عليها اسم «مهام الرفاهية»، والتي تقدم أدوات رقمية للألعاب التعليمية تهدف إلى تعزيز استخدام متوازن للتطبيق. يمكن للمستخدمين كسب شارات رقمية عند إتمام تحديات قصيرة وتفاعلية تركز على العادات الرقمية الصحية، وهو ما يمثل دفعة لطيفة بعيدًا عن التصفح العشوائي نحو استخدام أكثر وعيًا ومقصودًا.
تسلط المرحلة الأولى من هذه المهام الضوء على أدوات تيك توك الحالية للرفاهية الرقمية، بما في ذلك تقارير الوقت المستغرق على الشاشة والتنبيهات لأخذ فترات راحة. تأتي عناصر التلعيب عبر اختبارات قصيرة وبطاقات تعليمية، والتي أثبتت الاختبارات الداخلية أنها جذبت نحو 40٪ من المستخدمين الذين واجهوا الميزة، حتى دون أي ترويج داخل التطبيق.
استند تصميم هذه الميزة إلى آراء مجلس الشباب في تيك توك، واستشارات مع خبراء، من بينهم المختصون في مختبر الرفاهية الرقمية بمستشفى بوسطن للأطفال، بالإضافة إلى الدراسات الأكاديمية ذات الصلة. وتطرح تيك توك هذا كاستراتيجية لتعزيز السلوك الإيجابي، تهدف إلى تعليم العادات الصحية الطويلة الأمد من خلال التثقيف والشعور بالإنجاز، بدلاً من فرض القيود.
يخطط الفريق لإضافة محتوى تفاعلي إضافي، يشمل تمارين التنفس، مسارات صوتية مريحة، ورؤية محسّنة للوقت المستغرق على الشاشة، لدعم أهداف المستخدمين في التوقف وإعادة شحن طاقتهم واستخدام المنصة بوعي أكبر.
ومع ذلك، يشير النقاد إلى وجود مفارقة محتملة، إذ أن إدراج أدوات الرفاهية ضمن عناصر تفاعلية ومكافأة المستخدمين بشارات قد يعطي انطباعًا بالترويج للصحة النفسية، بينما يبقي المستخدمين ضمن التطبيق لفترات أطول بشكل غير مباشر. ويقول المعارضون إن هذا التصميم يطوي على خط رفيع بين التوجيه المسؤول وزيادة الوقت على الشاشة تحت ستار الوعي الذهني.
وفي ظل التدقيق المتزايد على تأثير المنصات الرقمية على الصحة النفسية، تعكس «مهام الرفاهية» لتيك توك اتجاهًا واضحًا نحو دمج الرفاهية ضمن التصميم الرقمي، لكنها في الوقت نفسه تثير تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الميزات تدعم الصحة النفسية حقًا، أم أنها تعيد تقديم آليات الإدمان بطريقة أكثر لطفًا.


