
واشنطن، الولايات المتحدة (أخبار إنمائية) — حذّر علماء من أن المحيطات تشهد مستويات قياسية من ارتفاع درجات الحرارة، مع موجات حر بحرية طويلة المدى تتسبب في اضطراب النظم البيئية وتهديد مصائد الأسماك العالمية.
وأظهرت دراسة نُشرت في مجلة Science بعنوان «موجات الحرارة البحرية القياسية لعام 2023» أن ارتفاع درجات حرارة المحيطات تسبب في تدمير الشعاب المرجانية، وتعطيل سلاسل الغذاء البحرية، وتهديد المصائد السمكية حول العالم.
وشهدت مناطق واسعة من شمال الأطلسي، والمحيطين الهادئ الشمالي والاستوائي، والمحيط الهادئ الجنوبي الغربي، أشد موجات الحرارة. ففي شمال الأطلسي، استمرت موجة حر بدأت في منتصف 2022 لمدة 525 يوماً، فيما سجّل المحيط الهادئ الجنوبي الغربي أكبر وأطول موجة حرارة تم رصدها على الإطلاق. أما في شرق المحيط الهادئ الاستوائي، فقد ارتفعت حرارة المياه بمقدار 1.63 درجة مئوية خلال المراحل المبكرة من ظاهرة النينيو.
وعزا الباحثون هذه الظواهر القصوى إلى عدة عوامل إقليمية، منها زيادة أشعة الشمس نتيجة قلّة الغيوم، وضعف الرياح، والتحولات غير الاعتيادية في تيارات المحيط، وتراكم الحرارة في الطبقات العليا. وتوضح هذه الأحداث كيف تتفاعل الظروف المحلية مع تغيّرات مناخية أوسع لتوليد موجات حرارة بحرية استثنائية.
وتشكل موجات الحرارة البحرية تهديداً كبيراً للنظم البيئية وسبل عيش البشر، إذ تسبب ابيضاض الشعاب المرجانية، ونفوق جماعي للكائنات البحرية، وتعطّل المصائد السمكية وتربية الأحياء المائية. ويؤكد الخبراء أن تغير المناخ الناتج عن النشاط البشري أدى إلى زيادة حدة وتواتر هذه الظواهر بشكل كبير.
والمحيطات أساسية للحياة على الأرض، إذ تنتج نحو 50% من الأكسجين العالمي، وتمتص 25% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتلتقط 90% من الحرارة الناتجة عن الغازات الدفيئة. وتهدد زيادة حرارة المحيطات هذه الوظائف الحيوية، مما يضعف دورها كحاجز ضد آثار تغير المناخ.
ويحذر العلماء من أن موجات الحرارة القياسية لعام 2023 قد تمثل مؤشراً مبكراً على الوصول إلى نقطة تحول مناخية، ما يبرز الحاجة الملحة لفهم هذه التغيرات المتسارعة ومعالجتها.