
نيويورك، الولايات المتحدة (أخبار إنمائية) — تواجه شركة "ميتا" موجة من التدقيق والانتقادات الحادة بعد تسريب مستندات داخلية تكشف القواعد المنظمة لروبوتات الذكاء الاصطناعي التابعة لها، والتي أظهرت أن الشركة تسمح لهذه الروبوتات بإجراء محادثات رومانسية مع القُصر ونشر معلومات طبية مضللة، وفق ما أفادت به صحيفة غارديان البريطانية.
وأثار التسريب موجة من الانتقادات من الشخصيات العامة والمشرعين على حد سواء. فقد أعلن المغني الشهير نيل يونغ انسحابه التام من منصة "ميتا"، موضحًا عبر شركته المنتجة أنه لا يرغب بأي ارتباط مباشر مع الشركة أو منصاتها.
ودعا السيناتور الجمهوري جوش هاولي إلى إجراء تحقيق شامل في سياسات الذكاء الاصطناعي لدى "ميتا"، مشيرًا إلى أن الهدف من التحقيق هو كشف أي تصرفات إجرامية أو خادعة قامت بها نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة. وقال هاولي في بيان: "نحتاج إلى معرفة ما إذا كانت أنظمة الذكاء الاصطناعي هذه تُستخدم لتضليل أو إيذاء المستخدمين".
من جهته، أكد السيناتور الديمقراطي رون وايدن أن المدير التنفيذي مارك زوكربيرغ يجب أن يتحمل المسؤولية القانونية عن تصرفات روبوتات الذكاء الاصطناعي التابعة لشركته. وأضاف أن القسم 230 من قانون المسؤولية الإعلامية، الذي يحمي منصات التواصل الاجتماعي من المسؤولية القانونية عن المحتوى الذي ينشره المستخدمون، لا يجب أن يمتد ليشمل المحتوى المولد بواسطة الذكاء الاصطناعي. وقال وايدن: "لا يمكن لشركة ميتا الاختباء وراء القسم 230 بينما تتصرف أدوات الذكاء الاصطناعي التابعة لها بشكل خطير أو مضلل".
وتصاعدت الانتقادات بعد ظهور قضية ثونجبو وونجباندو، البالغ من العمر 76 عامًا من ولاية نيوجيرسي، الذي عانى من الذهان لكنه قرر السفر إلى نيويورك في مارس لزيارة "صديقته".
وعثرت الشرطة لاحقًا على وونجباندو ميتًا في طريقه إلى المدينة، وكشفت التحقيقات أن المرأة التي كان ينوي زيارتها لم تكن سوى روبوت دردشة على منصة "ماسنجر" التابعة لشركة "ميتا"، وقد أقنعته بأنها شخص حقيقي يقيم في نيويورك.
وتسلط هذه الحوادث الضوء على المخاوف المتزايدة بشأن المسؤوليات الأخلاقية والقانونية للشركات التقنية في إدارة أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة. ويشير النقاد إلى أن سياسات "ميتا" تظهر حجم الضرر المحتمل الذي قد ينجم عن ترك الذكاء الاصطناعي بلا تنظيم كافٍ، خصوصًا عند التعامل مع المستخدمين الأكثر ضعفًا.