
بلفاست، أيرلندا الشمالية (أخبار إنمائية) — يشهد عدد متزايد من العاملين في قطاع الرعاية الصحية حول العالم علامات على الإرهاق النفسي المهني (الاحتراق الوظيفي)، وسط ضغوط متزايدة ناجمة عن طول ساعات العمل، ونقص الكوادر، وارتفاع الطلب على الخدمات الطبية، بحسب خبراء.
وتتضمن الأعراض الشائعة الإرهاق العاطفي، والانفصال النفسي عن العمل، وفقدان الدافعية، وصعوبة التركيز. وتؤثر هذه المشكلات ليس فقط على رفاهية العاملين، بل على جودة الرعاية وسلامة المرضى، ويشير الخبراء إلى أن الاحتراق الوظيفي غالباً ما يعكس ضغوطاً نظامية أكثر من كونه نقصاً في القدرة الشخصية على التحمل.
ويؤكد الخبراء أن التعرف المبكر على هذه الحالة والتدخل السريع هما المفتاح لمنع تطورها إلى ضغوط مزمنة أو اكتئاب سريري. وتشمل التوصيات تعزيز بيئات العمل الداعمة، وتشجيع النقاش المفتوح حول الصحة النفسية، وضمان فترات راحة منتظمة، وإدارة الأحمال الوظيفية بشكل فعّال. كما أن الوصول إلى الموارد النفسية وبرامج الدعم بين الزملاء يعد ضرورياً لمساعدة الموظفين على التكيف مع الضغوط المستمرة.
وعلى الرغم من أن العاملين في الرعاية الصحية هم الأكثر عرضة، إلا أن الاحتراق الوظيفي بات يظهر بشكل متزايد في المهن الأخرى ذات الضغوط العالية والتعامل المباشر مع الجمهور على مستوى العالم. ويستلزم التصدي لهذه الظاهرة حلولاً نظامية تحمي رفاهية الموظفين وجودة الخدمات المقدمة للجمهور.
ويؤكد الخبراء أن رفع مستوى الوعي وتبني استراتيجيات وقائية يُعدان خطوات حاسمة لمنع الاحتراق الوظيفي من أن يتحول إلى أزمة عالمية تؤثر على العاملين في جميع القطاعات.