
نيويورك، الولايات المتحدة (أخبار إنمائية) — أظهرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم – نكسَس أنّ كثيراً من الأفراد يسيئون تقدير الأثر الحقيقي لسلوكياتهم اليومية على تغيّر المناخ.
الدراسة، التي أُجريت بمشاركة باحثين من جامعة نيويورك وجامعة ييل وجامعة ستانفورد وكلية كوبنهاغن للأعمال، استطلعت آراء نحو أربعة آلاف مشارك لقياس مدى إدراكهم للأثر البيئي لممارسات شخصية مختلفة.
وأوضحت النتائج أنّ الأفراد غالباً ما يبالغون في تقدير جدوى أنشطة مثل إعادة التدوير، استخدام الأجهزة الموفّرة للطاقة، أو ترشيد استهلاك المياه، في حين يقلّلون من شأن تأثير عادات أكثر استهلاكاً للكربون، أبرزها السفر الجوي المتكرر، الأنظمة الغذائية الغنية باللحوم، واقتناء الحيوانات الأليفة التي تعتمد على الغذاء الحيواني.
ففي دراسة سابقة أُجريت عام 2017 بجامعة كاليفورنيا – لوس أنجلوس، قُدِّر أن إطعام الكلاب والقطط في الولايات المتحدة أغذية قائمة على اللحوم يولّد نحو 64 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً، أي ما يعادل الانبعاثات الصادرة عن 13.6 مليون سيارة.
ويرى الباحثون أن هذا الخلل في الإدراك يعود إلى “قابلية الرؤية” لبعض الأفعال. فإعادة التدوير نشاط ملموس يومي، في حين تبقى الانبعاثات الناجمة عن السفر الجوي أو استهلاك اللحوم أقل وضوحاً ونادراً ما تُربط مباشرة بسلوك الفرد.
وتحذّر الدراسة من أن هذه التصوّرات المغلوطة قد تولّد شعوراً زائفاً بالمسؤولية البيئية، مؤكّدة على ضرورة تعزيز التوعية العامة وتوفير معلومات أوضح حول البصمة الكربونية لمختلف السلوكيات، بما يمكّن الأفراد من اتخاذ قرارات أكثر اتساقاً مع أهدافهم في الحد من تغيّر المناخ.




