
كاليفورنيا، الولايات المتحدة (أخبار إنمائية) — يتسابق العلماء لإيجاد حلول لتبريد كوكب الأرض مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، بما في ذلك استكشاف طرق محتملة لحجب أشعة الشمس عن مساحات شاسعة. العام الماضي، تصدّر باحثو جامعة واشنطن عناوين الصحف بعدما ألغت سلطات مدينة ألاميدا تجربة لاختبار آلة لتبييض السحب، مشيرة إلى مخاوف صحية وبيئية.
وأظهرت وثائق حصلت عليها صحيفة بوليتيكو أن التجربة التي أُوقفت كانت تهدف إلى تمهيد الطريق لمشروع أكبر بكثير، من شأنه تغطية مساحة أكبر من بورتوريكو.
تعتمد التقنية، المعروفة باسم "تبييض السحب البحرية"، على استخدام آلات لرش مياه البحر في الهواء. تؤدي جزيئات الملح إلى تكوّن قطرات صغيرة عاكسة داخل السحب، تجعلها أكثر بياضاً وقدرة على عكس مزيد من أشعة الشمس بعيداً عن الأرض.
وكان الهدف من تجربة ألاميدا دراسة استجابة السحب للجسيمات، وما إذا كان زيادة سطوعها يساهم في الحد من الاحتباس الحراري. وتشير وكالة ناسا إلى أن بعض السحب تعكس بين 30 و60% من أشعة الشمس بفضل جزيئات الماء أو الجليد الدقيقة، ما يساعد في تبريد الكوكب. ويعتقد الباحثون أن زيادة عدد القطرات قد تعزز هذا التأثير.
يعود طرح الفكرة إلى التسعينيات، وفق تود لابورت، خبير السياسات البيئية في جامعة جورج ميسون، الذي أشار إلى أن الطريقة تزيد من رطوبة الهواء وتساعد على تكوّن القطرات.
بينما يحمل الرياح الطبيعية زبد البحر إلى الهواء، يرى العلماء أن الآلات يمكن أن تعزز التأثير التبريدي. وتستكشف أستراليا والمملكة المتحدة ووكالة ناسا تقنيات مماثلة، رغم التحذيرات من المخاطر غير المعروفة لتغيير السحب.
قبل إيقاف المشروع رسمياً، تمكن الباحثون سرّاً من توليد سحب فوق مساحة 3,900 ميل مربع قبالة سواحل أميركا الشمالية أو تشيلي أو جنوب أفريقيا، ما أثار القلق المحلي وأدى إلى قرار مجلس ألاميدا بوقف التجربة.
تندرج تقنية تبييض السحب البحرية ضمن مجال أوسع يُعرف باسم "الهندسة الجيولوجية الشمسية"، والتي تشمل أيضاً حقن الهباء الجوي في طبقات الجو العليا لإطلاق جزيئات عاكسة.
ويرى المؤيدون أنها حل مؤقت للأزمة المناخية، بينما يحذر المعارضون من مخاطر بيئية وصحية وجيوسياسية غير محسوبة، تشمل تآكل طبقة الأوزون، الأمطار الحمضية، اضطراب الأمطار، أو ما يُعرف بـ"صدمة الإنهاء" في حال التوقف المفاجئ عن العملية.
وعلى الرغم من هذه المخاطر، يرى بعض الخبراء أن تفاقم أزمة المناخ يبرر النظر في هذه التدخلات غير التقليدية، فيما تثير السرية والجدل حالة من عدم الثقة العامة وتزيد النقاش حول ما إذا كانت هذه التجارب حلاً مؤقتاً أم تشتيتاً خطيراً عن خفض انبعاثات الغازات الدفيئة.


