
فيرجينيا، الولايات المتحدة (أخبار إنمائية) — يواجه الإنسان مع التقدّم في العمر تغييرات جسدية وعقلية واجتماعية، كثيرون منهم غير مستعدين لها، وفقاً لما يؤكده الخبراء. يسلط المجتمع الضوء على الشباب ومنتجات “مكافحة الشيخوخة”، ما يجعل الكبار في السن غير مهيئين للتعامل مع واقع التقدم في العمر.
تقول إيرلين روزووسكي، أخصائية علم النفس الإكلينيكي والمتخصصة في قضايا الشيخوخة، إن العمرية السلبية تعزز وهم إمكانية تفادي الشيخوخة. وتضيف: «هناك قدر كبير من التحيز ضد كبار السن في المجتمع، ما يعزز وهم السيطرة على الشيخوخة وتجنبها».
تشير روزووسكي، البالغة من العمر 82 عاماً، إلى أن الشيخوخة تؤثر على الصحة والقدرة على الحركة والوظائف الإدراكية، فضلاً عن شعور الفرد بذاته. وبعد تقاعدها من التدريس الجامعي، ما تزال تواصل البحث والكتابة، متكيفة مع التغيرات التي تطرأ على جسدها وأسلوب حياتها.
تواجه أريلو مارسي، البالغة 86 عاماً من لينشبورغ، فيرجينيا، تغييرات كبيرة في حياتها، بما في ذلك فقدان زوجها بعد زواج دام 62 عاماً. تعيش مع إحدى بناتها، إلى جانب كلبين وأربعة قطط، ما يحافظ على دافعها اليومي. تتعامل مارسي مع تحديات انحناء العمود الفقري، الذي يؤثر على مشيتها ويسبب لها ألماً، لكنها تواصل ممارسة العلاج الطبيعي واليوغا، مركزة على ما تستطيع القيام به بدل التركيز على ما فقدته.
تشير روزووسكي إلى أن الأبناء البالغين يمكنهم مساعدة آبائهم المتقدمين في السن من خلال الاستماع بعناية، وتقديم الدعم دون التحكم في قراراتهم، وتشجيعهم على سرد القصص للحفاظ على كرامتهم. يجب أن يساعد الأبناء في الصحة والنظام الغذائي، مع السماح للآباء بالحفاظ على استقلاليتهم.
أحياناً يقاوم كبار السن الضغوط لتغيير منازلهم، مثل التخلص من ممتلكاتهم العزيزة. فعلى سبيل المثال، تحتفظ مارسي بأشياء تخص زوجها وعائلتها، قائلة: «لماذا عليّ أن أتخلّى عن كل الأشياء التي أحببتها طوال حياتي؟».
ويؤكد الخبراء أن الشيخوخة قد تكون تحدياً، لكنها قابلة للإدارة عندما يركز كبار السن على الهدف والغاية، ويحافظون على علاقاتهم الاجتماعية، ويحظون بدعم عاطفي متفهم من أفراد الأسرة.


