
وارسو، بولندا (أخبار إنمائية) — تشير دراسة جديدة إلى أن الأطباء قد يصبحون معتمدين بشكل مفرط على الذكاء الاصطناعي (AI)، ما قد يقلل من قدرتهم على اكتشاف الشذوذات الطبية بأنفسهم.
وأظهرت الدراسة التي شملت أطباء الجهاز الهضمي في بولندا أنه بعد فترة قصيرة من استخدام نظام تنظير القولون المدعوم بالذكاء الاصطناعي، أصبح الأطباء أقل فعالية بنحو 20٪ في اكتشاف السلائل وغيرها من الشذوذات عند إيقاف تشغيل النظام.
وانخفضت نسب الكشف من 28.4٪ إلى 22.4٪، مما يثير التساؤل حول ما إذا كان الاعتماد على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي بشكل غير مقصود إلى تآكل المهارات التشخيصية الحيوية.
يحلل نظام الذكاء الاصطناعي، الذي تم تجربته في أربع عيادات، مقاطع الفيديو من تنظيرات القولون في الوقت الفعلي ويُبرز المناطق المشتبه بها بمربع أخضر على الشاشة. وقال الدكتور مارسين رومانسكي، المؤلف الرئيسي للدراسة وطبيب الجهاز الهضمي في مركز H-T الطبي في تيشي: «نحن ننتظر بشكل غير واعٍ ظهور المربع الأخضر، ولا نولي نفس القدر من الانتباه».
وتبرز النتائج، التي نُشرت في مجلة Lancet Gastroenterology and Hepatology، الانتشار المتزايد للذكاء الاصطناعي في الفحوصات الطبية الروتينية، بما في ذلك فحوصات العين، والتصوير الشعاعي للثدي، وفحوصات سرطان الثدي. وأكد رومانسكي أن الذكاء الاصطناعي يساعد في الكشف، لكنه شدد على أن تأثيره على المهارات البشرية لا يزال غير مدروس بشكل كافٍ. وأضاف: «لدينا أنظمة ذكاء اصطناعي متاحة، لكننا لا نملك بيانات حول كيفية تغييرها لطريقة عمل الأطباء».
ولا يقتنع جميع الخبراء بأن الدراسة تثبت فقدان المهارة. فقد أشار يوهان هوليمان، الباحث في جامعة مانشستر، إلى أن ثلاثة أشهر فترة قصيرة لتقليل خبرة تراكمت لعقود، كما أضاف أن الاختلافات الإحصائية، مثل عمر المرضى أو معدل ظهور السلائل، قد تفسر الانخفاض الظاهر.
وأظهرت دراسات سابقة تأثيرات مشابهة، حيث أدى اعتماد غير الخبراء على الذكاء الاصطناعي إلى أداء أسوأ في قراءة صور الماموغرام. ويدعو رومانسكي وزملاؤه إلى المزيد من الدراسات لفحص كيفية تفاعل الذكاء الاصطناعي مع خبرة الإنسان في البيئات السريرية الواقعية.
وقال رومانسكي: «مع انتشار الذكاء الاصطناعي، يجب على الأطباء تعلم دمجه دون السماح له باستبدال حكمهم الطبي».


