
بيروت، لبنان (أخبار إنمائية) — تعتبر النحل من العناصر الأساسية لأمن الغذاء العالمي والحفاظ على التنوع البيولوجي. فهي تلقيح حوالي 35% من المحاصيل الغذائية العالمية، بما في ذلك الفواكه والخضروات والمكسرات، ما يجعلها لا غنى عنها في الزراعة والتغذية. وبدونها، قد تصبح العديد من الأطعمة التي نعتمد عليها نادرة أو تختفي تمامًا.
إلا أن أعداد النحل تتراجع بشكل ملحوظ نتيجة عدة عوامل. فالاستخدام المفرط للمبيدات، خصوصًا النيوكوتينويدات، يضر بمستعمرات النحل. كما يؤدي فقدان المواطن الطبيعية نتيجة التحضر والتوسع الزراعي إلى تقليص مصادر الغذاء وأماكن التعشيش للنحل.
ويؤثر تغير المناخ أيضًا على سلوك النحل وتوزيعه، ما يعطل أنماط جمع الرحيق ويقلل من فعاليته كملقح للنباتات.
ويشكل تراجع أعداد النحل تهديدًا كبيرًا للنظم البيئية والصحة العامة. فالنحل مسؤول عن تكاثر العديد من النباتات، بما في ذلك تلك التي توفر الغذاء والمأوى للحياة البرية الأخرى. وبدونه، ستتعرض استقرارية النظم البيئية للاضطراب، مما يؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي وانهيار سلاسل الغذاء.
لحماية النحل وضمان مستقبل مستدام، يمكن للأفراد والمجتمعات اتخاذ إجراءات عملية. إذ يُعدّ زرع الأزهار المحلية الغنية بالرحيق مصدر غذاء أساسي للنحل. كما أن تجنب استخدام المبيدات الضارة ودعم الممارسات الزراعية المستدامة يساهم في خلق بيئات أكثر أمانًا للملقحات. بالإضافة إلى ذلك، يمثل دعم السياسات التي تحمي مواطن النحل وتعزز التنوع البيولوجي خطوة ضرورية.
في الختام، النحل ضروري لبقائنا ولصحة كوكبنا. ومن خلال اتخاذ خطوات لحمايته، نضمن استقرار مصادر الغذاء، وحماية النظم البيئية، وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.