
لندن، المملكة المتحدة (أخبار إنمائية) — أظهرت دراسة حديثة أن الطريقة التي يستخدم بها الطلاب الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI) تؤثر بشكل ملحوظ على نتائج التعلم في التعليم العالي. وقد بحث الباحثون في كيفية تأثير الأساليب المختلفة في استخدام الطلاب لأدوات الذكاء الاصطناعي للتفكير في محتوى المقررات على الدرجات الأكاديمية، والمعرفة التطبيقية، والتفكير النقدي، واستقلالية التعلم.
حددت الدراسة أربعة أساليب رئيسية. إذ استخدم الطلاب الذين اتبعوا النهج البنائي الذكاء الاصطناعي لإنشاء فهم جديد، بينما وسع الطلاب الذين اتبعوا النهج التعزيزي معرفتهم القائمة. في المقابل، اعتمد النهج الإجرائي على اتباع تعليمات الذكاء الاصطناعي دون التفكير النقدي، بينما اعتمد النهج الاسترجاعي على تكرار محتوى الذكاء الاصطناعي دون معالجة أو تحليل.
أظهرت النتائج أن الطلاب الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي بأسلوب بنائي أو تعزيزي حققوا درجات أعلى وأظهروا مهارات تعلم أقوى. في حين سجل الطلاب الذين اعتمدوا الأسلوب الإجرائي أو الاسترجاعي درجات أقل وظهرت لديهم قدرات ضعيفة في المعرفة التطبيقية، والتفكير النقدي، واستقلالية التعلم.
وأشار الباحثون إلى أن هذه النتائج تتوافق مع النظريات التعليمية، بما في ذلك منطقة التطور القريب لفيجوتسكي، حيث يتجاوز الطلاب الذين يتبنون هيكل الأهداف الإتقانية حدود قدراتهم الحالية باستخدام الذكاء الاصطناعي لسد الفجوات المعرفية وتعميق الفهم. بينما يظل الطلاب الذين يتبعون هيكل الأهداف الأداءية ضمن مستوى كفاءتهم الحالية، مع التركيز على إتمام المهام دون مشاركة نقدية.
كما ربطت الدراسة النتائج بمراجعة تصنيف بلوم وتاكسونومي فِنك، مشيرة إلى أن الطلاب الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي بنهج بنائي أو تعزيزي وصلوا إلى مهارات عليا تشمل التطبيق، والتحليل، والتقييم، والإبداع، بينما بقي الآخرون عند المستويات الأساسية المرتكزة على التذكر والفهم.
واقترح الباحثون أن يُمكن للمربين الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تصميم المناهج لتعزيز التعلم، من خلال البدء بالمهام البسيطة والتدرج نحو أنشطة تتطلب التقييم النقدي. كما يمكن تشجيع الطلاب على مقارنة مخرجات الذكاء الاصطناعي مع استنتاجاتهم الخاصة لتعزيز المنطق، وحل المشكلات، والتفكير النقدي.
وأشارت الدراسة إلى بعض القيود، منها تركيزها على ثلاثة وحدات دراسية تسويقية، وطبيعتها الاستكشافية، واعتمادها على نموذج ChatGPT-3. كما لم تقم بقياس هياكل الأهداف بشكل مباشر أو إثبات علاقة سببية. وأوصى الباحثون بإجراء دراسات مستقبلية مصممة بشكل تجريبي وطولي لتتبع تأثير الذكاء الاصطناعي على التعلم عبر الوقت وعلى مستويات معرفية مختلفة.
وتؤكد النتائج أن الذكاء الاصطناعي التوليدي ليس تهديداً للتعلم عند استخدامه بشكل صحيح، بل تتوقف قيمته التعليمية على طريقة تعامل الطلاب معه، مقدماً فرصاً لتعزيز التفكير العالي المستوى، وحل المشكلات، واستقلالية التعلم في التعليم العالي.