
واشنطن، الولايات المتحدة (أخبار إنمائية) — تشهد العلاقة بين المرضى ونظام الرعاية الصحية تحولًا نوعيًا بفعل التقدم التكنولوجي، إذ أصبح المرضى مشاركين نشطين في قرارات رعايتهم الصحية بدلاً من أن يكونوا متلقين سلبيين، وفق دراسة نُشرت في مجلة الطب التشاركي.
تسلط الدراسة الضوء على ابتكارات متعددة — بدءًا من المصادر الإلكترونية المبكرة وصولاً إلى روبوتات المحادثة الذكية (AI Chatbots) — التي ساعدت المرضى حول العالم على التحكم بصحتهم. وقد توسع مفهوم “المريض الإلكتروني” ليشمل الأفراد المجهزين والممكنين والمُمكَّنين والمشاركين بفعالية في رعايتهم الصحية مع ازدياد انتشار الأدوات الرقمية.
حددت الدراسة تسع ابتكارات رئيسية تقود هذا التحول، بما في ذلك بوابات الصحة الإلكترونية، تطبيقات الهواتف المحمولة الصحية، الأجهزة القابلة للارتداء، الطب عن بُعد، وروبوتات المحادثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وقال الدكتور داني ساندز، مؤلف مشارك في الدراسة: "غيرت هذه الأدوات ديناميكيات العلاقة بين المرضى والأطباء للأفضل. الأمر لا يقتصر على التسهيل فحسب، بل يمنح المرضى وصولًا حقيقيًا للمعلومات والدعم لإدارة صحتهم بفعالية."
تُعد روبوتات المحادثة الذكية أدوات أساسية لإدارة المرضى لأنفسهم، إذ توفر الوصول على مدار الساعة للمعلومات الصحية، والتحقق من الأعراض، وتذكيرات الأدوية، وتنظيم المواعيد. ويؤكد الخبراء أن هذه الأدوات لا تحل محل الاستشارة الطبية المهنية، لكنها تكمل الرعاية من خلال أتمتة المهام الروتينية، مما يمنح مقدمي الرعاية مزيدًا من الوقت للتركيز على الحالات المعقدة.
كما تمكّن الأدوات الرقمية من تقديم رعاية شخصية، حيث تسمح التحليلات للمرضى والأطباء بتتبع مؤشرات الصحة، وتخصيص الخطط العلاجية، وتوقع النتائج، ما يعزز اتخاذ قرارات مستنيرة واستباقية.
وتشير الدراسة إلى أنه في المناطق التي تعاني من محدودية الوصول إلى الرعاية الصحية، بما في ذلك أجزاء من الشرق الأوسط، تساعد الأدوات الرقمية المرضى على استعراض المعلومات الطبية، ومتابعة الحالات المزمنة، والتواصل مع مقدمي الرعاية عن بُعد.
مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، ومنصات الصحة الرقمية، يتوقع الخبراء مستقبلًا يكون فيه تمكين المرضى محورًا أساسيًا في تقديم الرعاية الصحية، مع التركيز على التعاون، والتخصيص، والإدارة الاستباقية للصحة والرفاهية.


