
بيروت، لبنان (أخبار إنمائية) — تواجه لبنان أسوأ موجة جفاف في تاريخها، إذ انخفض معدل هطول الأمطار بأكثر من 50% بين كانون الأول/ديسمبر 2024 وشباط/فبراير 2025، بحسب ما أعلن وزير الطاقة والمياه جو صدي، محذراً من أن الخزانات والمياه الجوفية وصلت إلى مستويات حرجة.
وأظهرت بيانات سنوية أن معدل هطول الأمطار انخفض بنحو 57% بين عامي 2024 و2025، ما وضع ضغطاً شديداً على شبكات المياه العامة. فقد سجلت بيروت 348 ملم من الأمطار في 2025، أي أقل من نصف معدلها السنوي البالغ 718 ملم؛ وسجلت طرابلس 438 ملم مقارنة بـ720 ملم؛ فيما لم تتجاوز زحلة 234 ملم مقارنة بـ578 ملم.
كما أدى نقص الأمطار إلى تراجع تراكم الثلوج وذوبانها في وقت مبكر عن المعتاد، ما تسبب بانخفاض حاد في ينابيع البلاد وبحيراتها وسدودها التي تشكّل مصدراً رئيسياً للمياه.
وأظهرت البيانات أن احتياطات المياه انخفضت بشكل كبير بين عامي 2024 و2025. فقد تراجع نبع جعيتا إلى 40 ألف متر مكعب من 90 ألفاً قبل عام، وهبط نبع العسل إلى 10 آلاف من 25 ألفاً، ونبع الباروك إلى 5 آلاف من 20 ألفاً. أما سعة خزان قيْسماني فانخفضت إلى 150 ألف متر مكعب من مليون، فيما تقلّص حجم بحيرة بقلي إلى 225 ألفاً من 408 آلاف. وقالت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني إن البحيرة لم تتلق سوى 45 مليون متر مكعب من المياه في 2025، مقارنة بمتوسطها السنوي البالغ 350 مليوناً.
وحذّر خبراء من أن النقص قد يهدد الصحة العامة والأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي إذا استمرت الظروف الجافة. وأعلنت الوزارة أنها تنسق مع شركاء دوليين لتأمين مساعدات طارئة وحثّت المواطنين على ترشيد استهلاك المياه.


