
بيروت، لبنان (أخبار إنمائية) — يظل الوصول إلى المياه الآمنة والمستدامة تحديًا كبيرًا في لبنان، حيث يواجه أكثر من 1.5 مليون شخص صعوبات في تأمين إمدادات موثوقة. ويستمر نقص المياه، وتداعيات البنية التحتية القديمة، وارتفاع تكاليف الطاقة في فرض ضغط كبير على الأسر والمؤسسات على حد سواء.
استجابةً لذلك، قامت وزارة الطاقة والمياه، بالتعاون مع مؤسسة مياه شمال لبنان، والاتحاد الأوروبي، والوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، ومنظمة اليونيسف، بافتتاح محطة ضخ شكا المُرمَّمة حديثًا ومنتزه دار بعشتار للطاقة الشمسية.
ويزوَّد منتزه دار بعشتار للطاقة الشمسية، المجهز بـ336 لوحًا شمسيًا، المحطة الرئيسية للمياه التي تخدم نحو 4,000 نسمة بالطاقة. ويوفر النظام إمدادات مياه تصل إلى سبع ساعات يوميًا، حتى في فترات غياب أشعة الشمس، عبر العمل بالتوازي مع الشبكة الوطنية أو المولدات الاحتياطية.
وفي الوقت نفسه، خضعت محطة ضخ شكا لإعادة تأهيل كاملة، شملت تركيب مضخات جديدة، ولوحات تحكم حديثة، وأنظمة مراقبة متطورة لتعزيز الكفاءة والموثوقية.
وعلى مستوى البلاد، تم تحويل 14 محطة مياه لتعمل بالطاقة الشمسية، وتأهيل ثماني محطات وقناة مياه واحدة، وتوسيع ستة شبكات تعمل بالجاذبية، وتركيب ثلاثة أنظمة مياه جديدة. ويشير المسؤولون إلى أن هذه المشاريع لا تقتصر على تحسين الوصول إلى المياه الآمنة فحسب، بل تسهم أيضًا في خفض تكاليف الطاقة، وتعزيز الاستدامة المالية، وزيادة القدرة على الصمود خلال أوقات نقص الوقود والأزمات.
وأكد المسؤولون أن الوصول إلى المياه الآمنة يعد حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان، داعين إلى تعزيز المؤسسات، وزيادة مشاركة المستخدمين، وإجراء إصلاحات في القطاع لضمان استدامة هذه المشاريع.
وشددوا على أن هذه المبادرة تتجاوز البنية التحتية، فهي شريان حياة للأسر والمدارس والمجتمعات، وتساهم في تعزيز الكرامة والاستقرار في جميع أنحاء لبنان.


