أخبار إنمائية
أخبار إنمائية

أريزونا، الولايات المتحدة (إنمايا نيوز) — مناطق شاسعة من العالم تفقد المياه العذبة وتزداد جفافاً، مما يهدد نحو 6 مليارات شخص في 101 دولة، وفق دراسة جديدة استندت إلى بيانات الأقمار الصناعية على مدى 22 عاماً.

وأظهرت الدراسة المنشورة في مجلة Science Advances وجود مناطق “الجفاف الضخم” تمتد عبر أجزاء واسعة من كندا وروسيا وجنوب غرب الولايات المتحدة وأمريكا الوسطى والشرق الأوسط وشمال الصين وجنوب شرق آسيا، بالإضافة إلى شريط جاف مستمر يمتد من شمال إفريقيا إلى أوروبا.

واستندت الدراسة إلى تتبع المياه في الأنهار والبحيرات والأنهار الجليدية والتربة والخزانات الجوفية باستخدام الأقمار الصناعية لقياس تغييرات مجال جاذبية الأرض. وأظهرت النتائج أن استنزاف المياه الجوفية يمثل 68% من فقدان المياه في المناطق الجافة، متجاوزاً تأثير ذوبان الأنهار الجليدية الجبلية على ارتفاع مستوى سطح البحر.

وقال هريشيكيش تشاندانبوركار، الباحث في جامعة ولاية أريزونا والمشارك في تأليف الدراسة، إن النتائج تكشف أن العديد من المناطق لا تزداد جفافاً فقط، بل تفشل أيضاً في "العيش ضمن حدود المياه المتاحة لها". وأضاف: "المياه لا تُقدَّر حق تقديرها، وتُستغل احتياطاتها طويلة الأجل لأرباح قصيرة المدى".

وحذرت الدراسة من أن الخسارة السنوية للمياه العذبة في المناطق الجافة، والبالغة نحو 368 مليار طن متري، تفوق ضعف حجم بحيرة تاهو وعشرة أضعاف حجم بحيرة ميد في الولايات المتحدة.

ووصف جاي فاميجليتي، عالم المياه والمشارك في الدراسة، التوسع السريع لمناطق الجفاف بأنه “أكثر الإشارات إثارة للقلق حتى الآن بشأن تأثير تغير المناخ على الموارد المائية العالمية”، مشيراً إلى أن الأراضي الجافة تتسع سنوياً بمساحة تعادل تقريباً ضعف مساحة ولاية كاليفورنيا.

وتبرز الدراسة عاملين رئيسيين للأزمة: ارتفاع درجات الحرارة المرتبط باستخدام الوقود الأحفوري، والعقود الطويلة من الإفراط في استنزاف المياه الجوفية. وأدى الضخ المفرط في الزراعة والمناطق الحضرية إلى تبخر كميات كبيرة من المياه، لتسقط لاحقاً فوق المحيطات، مما يساهم في ارتفاع مستوى سطح البحر.

وحذر العلماء من تبعات طويلة الأمد تشمل انخفاض إنتاج المحاصيل، واضطرابات اقتصادية، وهجرة السكان من المناطق الجافة، وتصاعد الصراعات على المياه، وزعزعة استقرار الحكومات.

وأكدت الدراسة أن العديد من الخزانات الجوفية تُستنزف بوتيرة أسرع من قدرتها الطبيعية على التجدد. وحذر تشاندانبوركار قائلاً: "بمجرد نفاد هذه الخزانات، يصبح انهيار قطاع المياه وشيكاً، مع آثار لا رجعة فيها للأجيال الحالية والمستقبلية".