بيروت، لبنان (أخبار إنمائية) — أعلنت المراجعة الاستراتيجية العالمية (GSR) وكلية الآداب والعلوم (FAS) في الجامعة الأميركية في بيروت عن تعاونها في مؤتمر المعادلة الإنسانية، وهو فعالية يقودها الطلاب واستكشفت تأثير الظواهر الاجتماعية وعدم المساواة على اللدونة العصبية وتطور الجهاز العصبي البشري.

أُقيم المؤتمر يوم السبت في الجامعة الأميركية في بيروت، وعكس الأكاديمية التي يقودها الشباب، بمشاركة باحثين ومنظّمين من الطلاب.

أوضح سامر سيور، العضو المؤسس في GSR ورئيس قسم التعاون والإعلام، كيف بدأ هذا المشروع، قائلاً: «لقد نشأ هذا المؤتمر لأننا أردنا تنظيم فعالية من هذا النوع، وبما أن كليتنا الراعية هي FAS، كان التعاون بين GSR وكلينا مثالياً. أردنا أن نظهر للحاضرين أن شباب اليوم قادرون على الإنجاز. مهندسو الغد هم مفكرو اليوم — وقد أثبت جميع المتسابقين ذلك».

من جهته، تحدث إيلي جو عقيقي، رئيس قسم البحوث، عن موضوع المؤتمر وأهميته في لبنان، مسلطاً الضوء على الفجوة بين الدستور الديمقراطي اللبناني والواقع المعيشي.
وقال: «من الناحية النظرية، يُسمح لك بفعل ما تشاء، لكن هناك عوامل خارجية — بيولوجية، اجتماعية، ضغط جماعات، النظام الأبوي، وحتى الصدمات — تشكّل نظرتنا للأمور وأحياناً تُضعف الديمقراطية». وأضاف أن GSR يوفر منصة تجمع الطلاب بمهارات متنوعة للعمل معاً في سبيل البحث عن الحقيقة.

وقالت سلينا رياشي، رئيسة قسم التحرير والمقالات، إن موضوع المعادلة الإنسانية ينسجم مع الأعمال البحثية الواسعة لـGSR.
وقالت: «الجميع مهتم بما يعنيه أن تكون إنساناً وما يؤثر على واقعنا، لذلك يسعى كتابنا لمتابعة هذا الموضوع باهتمام كبير. الموضوع ذو صلة كبيرة بلبنان اليوم. فقد أبرزت العروض السياسية مدى تأثير السياسة على حياتنا، بينما أظهرت الدراسات البيولوجية أننا قادرون على توجيه حياتنا واستعادة سيطرتنا».

وأضافت رياشي أن GSR يشجع الشباب على البحث العلمي من خلال تقديم موضوعات متنوعة وإرشادهم بمساعدة باحثين ذوي خبرة. وقالت: «بدعم الطلاب خلال رحلاتهم البحثية، نساعدهم على تبني البحث العلمي كمهارة أساسية يجب صقلها قبل التخرج».

اختتم المؤتمر بتكريم غاييل حنكش، التي فازت عن بحثها حول دور العقل الباطن والجهاز العصبي الذاتي في تطور الأمراض العصبية التنكسية مثل الزهايمر وباركنسون.

وقالت حنكش: «يُبرز بحثي كيف يمكن للعوامل النفسية مثل التوتر المزمن والصدمات وأنماط التفكير الباطني أن تُحدث تغييرات بيولوجية في الدماغ». وأضافت أن بحثها يربط بين علم الأعصاب وعلم النفس، مؤكدة أن التجارب الباطنية لها تأثير بيولوجي ملموس. «هذا المنظور يفتح آفاقاً جديدة للوقاية والعلاج، ليس فقط عبر الأدوية، بل أيضاً من خلال التدخلات النفسية».

وأوضحت حنكش سبب اختيارها الموضوع: «لاحظت أن العديد من العائلات أبلغت عن تغييرات عاطفية ومرتبطة بالتوتر قبل سنوات من التشخيص، فكان استكشاف العقل الباطن وسيلة لربط تلك التجارب الإنسانية بالآليات البيولوجية».

ونصحت الشباب بالتركيز على الفضول، وتنمية الصمود، والحفاظ على تأثير العمل الإنساني في أبحاثهم. وقالت: «إذا حافظت على تأثير عملك على الإنسان في محور اهتمامك، ستبقى دافعيتك قوية، وستكون مساهماتك قيّمة بالفعل».

وختاماً، أظهر مؤتمر المعادلة الإنسانية قوة الأكاديمية التي يقودها الشباب في لبنان، مؤكداً قدرة الطلاب على الجمع بين البحث العلمي الدقيق وطرح رؤى جديدة حول المجتمع والعلوم والإنسانية.