أخبار إنمائية
أخبار إنمائية

ماساتشوستس، الولايات المتحدة (أخبار إنمائية) — كشف العلماء المشاركون في بعثة "إكسبيديشن 501" عن احتياطيات واسعة من المياه العذبة تحت قاع البحر قبالة كيب كود، في اكتشاف قد يوفر حلولاً جديدة لمشكلة ندرة المياه العالمية المتزايدة.

تمتد هذه المياه الجوفية البحرية على طول الساحل الشمالي الشرقي للولايات المتحدة، وقد توفر مياه عذبة لسكان كثر لعدة قرون. جمع الباحثون نحو 50 ألف لتر (13,209 غالون) من المياه خلال البعثة، ويخططون لإجراء تحليلات مخبرية شاملة خلال الأشهر القادمة لتحديد أصل المياه وجودتها وسلامتها للاستهلاك البشري.

وقال براندون دوجان، العالم المشارك في قيادة البعثة وعالم الجيوفيزياء والهيدرولوجيا في كلية كولورادو للتعدين: "هذا أحد آخر الأماكن التي قد تتوقع أن تجد فيها مياه عذبة على الأرض. علينا البحث عن كل إمكانية متاحة لتوفير المياه للمجتمع."

شهدت أعمال "إكسبيديشن 501" على متن منصة "ليفت بوت روبرت" حفرًا يصل عمقه إلى نحو 1,300 قدم (400 متر) تحت قاع البحر لاستخراج عينات من الرواسب المشبعة بالمياه. وأظهرت النتائج الأولية أن الملوحة تصل إلى جزء واحد لكل ألف، وهو ما يقارب ملوحة المياه العذبة على اليابسة، بينما أظهرت بعض العينات ملوحة أعلى، ما يشير إلى احتمال اتصال هذه المياه بالأنظمة الأرضية أو رواسب جليدية.

شدد الباحثون على أن الحاجة لا تزال قائمة لإجراء مزيد من الدراسات قبل إمكانية استخدام هذه المياه. وسيقومون بتحليل المحتوى الميكروبي والمعادن والمركبات المحتملة الضارة، إضافة إلى تحديد عمر المياه لمعرفة ما إذا كانت مورداً متجدداً. وقال دوجان: "المياه الأصغر سنًا تعني أنها قطرة مطر قبل 100 أو 200 عام، أي أنها تتجدد."

وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة لهذا الاكتشاف، حذر الخبراء من أن استخراج المياه من هذه الأحواض البحرية يفرض تحديات فنية وبيئية وقانونية. إذ قد يؤثر سحب المياه على النظم البيئية، ويؤثر على مصادر المياه الساحلية، ويطرح أسئلة حول الملكية وحقوق الاستخدام. وقد يستغرق الأمر سنوات قبل إمكانية استغلال هذه المياه على نطاق واسع، إذا كان ذلك ممكنًا.

تمثل بعثة "إكسبيديشن 501" مشروعًا دوليًا بقيمة 25 مليون دولار يشارك فيه أكثر من عشرة دول، بدعم من المؤسسة الوطنية للعلوم الأمريكية والاتحاد الأوروبي لأبحاث حفر المحيطات. ويعتقد العلماء أن هذا الخزان قد يلبّي احتياجات مدينة بحجم نيويورك لمدة تصل إلى 800 عام.

ويشهد الطلب العالمي على المياه العذبة زيادة حادة، حيث تتوقع الأمم المتحدة حدوث نقص بنسبة 40٪ خلال خمس سنوات نتيجة لتغير المناخ ونمو السكان والاستهلاك الصناعي، بما في ذلك مراكز البيانات التي تستهلك كميات هائلة من المياه. وقد واجهت مدن ساحلية مثل كيب تاون نقصًا حادًا في المياه، مما يبرز الحاجة الملحة لإيجاد مصادر جديدة.

وقالت جوسلين ديروجيرو، عالمة الأحياء بجامعة جون هوبكنز، غير المشاركة في المشروع: "هذه بيئة جديدة لم تُدرس من قبل. إنه اكتشاف مثير، لكنه يتطلب الحذر قبل أي استغلال."

بعد ستة أشهر من التحليل المخبري، ستجتمع فرق "إكسبيديشن 501" في ألمانيا لتوحيد النتائج وفهم عمر وأصل هذا الخزان، وإمكانية استخدامه بشكل مستدام. ويؤكد العلماء أن الاكتشاف يسلط الضوء على أهمية استكشاف مصادر غير تقليدية لمواجهة الضغوط المتزايدة على المياه العذبة عالميًا.