أخبار إنمائية
أخبار إنمائية

ستانفورد، الولايات المتحدة (أخبار إنمائية) — مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، يُتوقع أن تتزايد موجات الهجرة المرتبطة بالمناخ، إلا أن دراسة جديدة تؤكد أن الواقع أكثر تعقيدًا من مجرد تحركات جماعية للسكان.

نشرت الدراسة في دورية نيتشر، وأظهرت أن العوامل الديمغرافية، مثل العمر، ومستوى التعليم، والجنس، والوضع الاقتصادي، تلعب دورًا حاسمًا في تحديد من يهاجر ومن يبقى عالقًا في مواجهة المخاطر المناخية المتفاقمة.

وأوضحت البروفيسورة هيلين بنفينيست، أستاذة العلوم الاجتماعية البيئية بجامعة ستانفورد والمؤلفة الرئيسية للدراسة، أن "الطقس المتطرف قد يدفع بعض الأفراد إلى الهجرة، بينما يمنع آخرين من المغادرة. تظل قرارات التنقل مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالخصائص الاجتماعية والديمغرافية."

اعتمد الباحثون على تحليل أكثر من 125 ألف حالة هجرة عبر الحدود، ونحو نصف مليون حالة نزوح داخلي، وربطوها بسجلات مناخية دقيقة تشمل درجات الحرارة، ومستوى الأمطار، ورطوبة التربة، ما مكّنهم من بناء نموذج تنبؤي فاق دقة النماذج السابقة بمقدار 12 مرة.

وأظهرت النتائج أن كبار السن ومحدودي التعليم كانوا الأكثر ميلاً للهجرة، غالبًا بسبب هشاشة أوضاعهم الاقتصادية، في حين لم تظهر فئات المتعلمين تأثيرًا ملحوظًا للصدمات المناخية على قراراتهم، ما يعكس قدرتهم الأكبر على التكيف.

كما كشفت الدراسة عن "عقوبة مزدوجة" للفئات الأكثر هشاشة، إذ تفتقر إلى الوسائل الكافية للتكيف محليًا، ولا تمتلك القدرة على الهجرة إلى أماكن أكثر أمانًا. وأكدت أن العوامل المناخية الإقليمية تشكّل بدورها أنماط الاستجابة، ففي المناطق الاستوائية أدت موجات الحر إلى زيادة هجرة المتعلمين، بينما دفعت فترات الجفاف في المناطق الجافة ذوي التعليم المحدود إلى التنقل محليًا.

وتشير التقديرات إلى أن عدد الأشخاص الذين قد يُضطرون للهجرة بسبب الطقس المتطرف قد يصل إلى 216 مليون شخص بحلول عام 2050، وفق المنظمة الدولية للهجرة، مع توقع تسجيل أعلى معدلات الهجرة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وشرق آسيا والمحيط الهادئ، وجنوب وشمال آسيا، وأمريكا اللاتينية، وأوروبا وآسيا الوسطى.

وشدّدت بنفينيست على ضرورة وضع سياسات تراعي الفئات المختلفة، سواء من يستطيع الهجرة أو من تقتصر قدرته على التنقل، مع التركيز على البنية التحتية ووسائل التكيف وحلول طويلة المدى مثل تطوير المحاصيل المقاومة للجفاف والتقنيات الزراعية المتقدمة. وقالت: "المسألة في جوهرها ليست عن الأعداد، بل عن الناس أنفسهم."