
مدريد، إسبانيا (أخبار إنمائية) — أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الاثنين، التوصل إلى اتفاق إطار مع الصين يتيح لتطبيق «تيك توك» مواصلة عمله في الولايات المتحدة، منهيةً بذلك سنوات من المفاوضات حول مستقبل تطبيق الفيديو الشهير.
وأكد وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، التوصل إلى الاتفاق، مشيراً إلى أنّ الرئيس ترامب سيجري محادثة مع نظيره الصيني شي جين بينغ يوم الجمعة المقبل لاستكمال التفاصيل النهائية. ومن شأن هذه المكالمة أن تفتح الباب أمام قمة طال انتظارها بين الزعيمين في وقت لاحق من هذا العام.
وقال بيسنت للصحافيين في مدريد: «لقد لعب الرئيس ترامب دوراً أساسياً في هذا الإنجاز. من دون قيادته والرافعة السياسية التي وفرها، لما كان هذا الاتفاق ممكناً».
ولم تكشف الإدارة عن هوية المستثمر الأميركي الرئيس في الصفقة، غير أنّ التوقعات تشير بقوة إلى مجموعة يقودها لاري إليسون، الشريك المؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة «أوراكل». إليسون، الداعم لترامب، كان قد طُرح اسمه مطلع هذا العام كمرشح بارز للاستحواذ على عمليات «تيك توك» في الولايات المتحدة. وتستضيف «أوراكل» بالفعل بيانات المستخدمين الأميركيين للتطبيق، وكانت قد اقتربت من صفقة مماثلة مع الشركة الأم «بايت دانس» عام 2020.
من جانبه، أكد نائب وزير التجارة الصيني لي تشنغ قانغ، أنّ المفاوضين توصلوا إلى «توافق أولي على إطار عمل» يراعي المخاوف الأميركية بشأن الأمن القومي، ويضمن في الوقت ذاته معاملة عادلة للشركات الصينية. ويتضمن الإطار ترتيبات لإدارة بيانات مستخدمي «تيك توك» الأميركيين، ومنح تراخيص لاستخدام الخوارزميات وحقوق الملكية الفكرية، إضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي، وفق ما أوردته وسائل الإعلام الصينية الرسمية.
وجاءت المحادثات في مدريد على هامش مباحثات تجارية أوسع بين الولايات المتحدة والصين. وقال الممثل التجاري الأميركي، جيميسون غرير، إن الاتفاق يوازن بين حماية المصالح الأمنية الأميركية وتوفير بيئة استثمارية منصفة. وأضاف: «الأمن القومي يأتي دائماً في المقام الأول».
ويأتي الاتفاق بعد سنوات مضطربة للتطبيق في الولايات المتحدة. إذ كان الرئيس السابق جو بايدن قد وقع على قانون يحظر «تيك توك» ما لم تتخلى الشركة الأم الصينية عن حصتها في عملياته الأميركية. وقد توقف التطبيق لفترة وجيزة في يناير الماضي، قبل أن يصدر ترامب، مع بداية ولايته الثانية، أوامر تنفيذية تؤجّل تطبيق القانون مرات عدة، كان آخرها حتى 17 سبتمبر.
ويملك «تيك توك» نحو 170 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، وهي قاعدة جماهيرية يقول ترامب إنها أسهمت في تعزيز فرصه خلال حملة إعادة انتخابه عام 2024. ويرى محللون أن هذا الدعم ربما كان سبباً في تحوّله من موقف الداعي إلى حظر التطبيق إلى السعي لإنقاذه عبر صفقة.
وكانت مجموعات استثمارية أخرى، من بينها تحالف يقوده مالك نادي لوس أنجلوس دودجرز السابق فرانك مكورت والمستثمر كيفن أوليري، قد أبدت اهتمامها بشراء «تيك توك». غير أنّ تلك العروض افتقرت إلى القدرة المالية اللازمة لشراء الخوارزمية الأساسية للتطبيق، التي تُقدّر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات.
ولا تزال تفاصيل هيكلية الاتفاق النهائي غير واضحة، خصوصاً بشأن ما إذا كان سيُسمح بوجود أي ملكية صينية في العمليات الأميركية. وكانت بكين قد عارضت لفترة طويلة تخلي «بايت دانس» عن حصتها، لكن التوترات التجارية الأخيرة — ومن بينها إعلان الصين أنّ شركة «إنفيديا» انتهكت قوانين مكافحة الاحتكار — دفعتها على ما يبدو إلى إبداء مرونة أكبر.
وقال مسؤولون إن إبرام صفقة «تيك توك» يُعد شرطاً أساسياً لتهيئة الأجواء لعقد لقاء بين ترامب وشي، قد يتم خلال جولة الرئيس الأميركي الآسيوية المقررة في أواخر أكتوبر أو مطلع نوفمبر المقبل.
وفي منشور على منصة «تروث سوشال»، الاثنين، أعرب ترامب عن تفاؤله قائلاً: «الاجتماع التجاري الكبير في أوروبا بين الولايات المتحدة والصين سار بشكل ممتاز! … كما جرى التوصل إلى اتفاق بشأن شركة معيّنة كان شباب بلادنا يرغبون بشدة في إنقاذها. سيكونون سعداء للغاية!»

