
جنيف، سويسرا (أخبار إنمائية) — أظهرت الأبحاث الحديثة التي تربط بين التلوث الهوائي والسرطان تحسناً في نتائج الصحة العامة في بعض المناطق، إلا أن الخبراء يحذرون من ارتفاع المخاطر على الصعيد العالمي، حيث يظل التلوث الهوائي تحدياً كبيراً للصحة العامة.
وقد حددت منظمة الصحة العالمية التلوث الهوائي كأحد أبرز عوامل الخطر البيئية للإصابة بالسرطان، لا سيما سرطان الرئة. وتشير الدراسات إلى أن التعرض الطويل الأمد للجسيمات الدقيقة المعلقة في الهواء (PM2.5) يزيد من خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان.
وفي الدول ذات الدخل المرتفع، ساعدت التشريعات الصارمة والتقدم التكنولوجي في تحسين جودة الهواء، مساهِمةً بذلك في انخفاض معدلات السرطان المرتبطة بالتلوث. وكانت مصادر الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات الصناعية من الإجراءات الفعّالة بشكل خاص في الحد من التعرض للملوثات الضارة.
أما الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، فتواجه تحديات أكبر. إذ تساهم التحضر السريع، وارتفاع الانبعاثات الناتجة عن المركبات والأنشطة الصناعية، إلى جانب محدودية الموارد والأطر التنظيمية، في مستويات مرتفعة من التلوث الهوائي.
ويؤكد الخبراء أن التعاون العالمي يمثل مفتاحاً لمعالجة المخاطر المتزايدة للسرطان المرتبطة بالتلوث الهوائي. وتشمل الإجراءات المقترحة تعزيز الاتفاقيات الدولية، وتحسين أنظمة المراقبة، وزيادة حملات التوعية العامة، والاستثمار في التقنيات النظيفة والتخطيط الحضري المستدام.
وبينما تحقق بعض التقدم في هذا المجال، يحذر الخبراء من أن التهديد الناتج عن السرطانات المرتبطة بالتلوث الهوائي مستمر في التزايد. ويتطلب معالجة هذه القضية جهوداً منسقة على المستويات الدولية والوطنية والمحلية لحماية الصحة العامة والتقليل من الآثار الضارة للتلوث.

