بروكسل (أخبار إنمائية) – 20 سبتمبر 2025

يستعدّ الاتحاد الأوروبي لحضور مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب 30" دون حسم أهداف جديدة لخفض الانبعاثات، في ظل انقسامات بين الدول الأعضاء عطّلت التقدّم في أجندته المناخية. ومن المتوقع أن يكتفي وزراء المناخ في الاتحاد، خلال اجتماعهم اليوم الخميس، بإصدار "بيان نوايا" يحدد الأهداف المرجوة في مرحلة لاحقة.

ويعني هذا التأخير أنّ الاتحاد الأوروبي سيتخلّف عن الموعد النهائي الذي حددته الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول لتقديم الخطط المناخية المحدّثة، والمعروفة باسم "المساهمات الوطنية المحددة". وفي المقابل، يُتوقّع أن تلتزم دول كبرى مصدّرة للانبعاثات، وفي مقدمتها الصين، بالموعد النهائي، ما يثير المخاوف من أن تقوّض خطوة الاتحاد الزخم العالمي قبيل انطلاق "كوب 30" الأسبوع المقبل في البرازيل.

وقالت ليندا كالشر، المديرة التنفيذية لمؤسسة "ستراتيجيك بيرسبيكتيفس" البحثية: "إن الفشل في التحرّك قد يُضعف طموحات المؤتمر المناخي، ويمنح دولاً أخرى ذريعة للتقاعس، كما حصل في حالة الولايات المتحدة."

وكان الاتحاد الأوروبي يطمح هذا الشهر إلى إقرار أهداف جديدة لعامي 2035 و2040، غير أنّ دولاً بينها ألمانيا وفرنسا وبولندا طالبت بإرجاء النقاش حول هدف 2040 إلى قمة أكتوبر/تشرين الأول المقبل، مما عطّل المفاوضات بشأن الهدفين معاً. وتشير مسودة البيان إلى خفض الانبعاثات بنسبة تتراوح بين 66.3% و72.5% بحلول 2035، فيما لا يزال الاتحاد يأمل إقرار الهدف النهائي قبل مؤتمر الأمم المتحدة المقبل في نوفمبر/تشرين الثاني.

وكانت المفوضية الأوروبية قد اقترحت خفض الانبعاثات بنسبة 90% بحلول 2040، إلا أنّ مقترحها واجه اعتراضات من بعض الدول. وقال وزير البيئة التشيكي بيتر هلاديك: "نحن نرفض بوضوح هدف الـ90% لأننا ببساطة لا نرى مساراً تكنولوجياً لتحقيقه." كما أبدت إيطاليا معارضة لإجراءات أكثر صرامة، منها حظر الاتحاد على السيارات الجديدة العاملة بالوقود الأحفوري ابتداءً من عام 2035.

في المقابل، تدعو حكومات أخرى، مثل إسبانيا والدنمارك، إلى اتخاذ خطوات أكثر طموحاً، مستشهدة بموجات الحر والحرائق المدمّرة التي تضرب أوروبا كل صيف، والحاجة الماسة إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد. وقال خوان غرويزارد، وزير الدولة الإسباني للطاقة: "هذا العام مهم للغاية بالنسبة لالتزاماتنا الدولية في مجال المناخ، ومن الضروري جداً أن تتفق أوروبا على هدف الوصول إلى 90% بحلول 2040."

وتواجه طموحات الاتحاد الأوروبي المناخية تحديات إضافية ناجمة عن ارتفاع التكاليف، وضغوط الإنفاق الدفاعي والصناعي، والتوترات الجيوسياسية، ما يجعل الموازنة بين الأهداف البيئية والاعتبارات الاقتصادية أكثر تعقيداً.