
بيروت (أخبار إنمائية) — 22 سبتمبر/أيلول 2025
تصدر قطاع الذكاء الاصطناعي في لبنان الأجندة يوم الجمعة، 19 سبتمبر، خلال معرض الوظائف الكامل المخصص للذكاء الاصطناعي الذي أقيم في منطقة بيروت الرقمية (BDD)، حيث جمع بين الشركات المحلية والمواهب الناشئة وصناع السياسات لاستكشاف الفرص في هذا المجال سريع النمو.
وتضمن الحدث أجنحة تفاعلية، وعروضاً عملية للذكاء الاصطناعي، ومقابلات سريعة، ومناطق للتواصل تهدف إلى خلق قنوات مباشرة بين أصحاب العمل والباحثين عن وظائف.
وخاطب وزير الذكاء الاصطناعي اللبناني، كمال شحادة، الـ400 مشارك، مؤكداً التزام الدولة بدعم مستقبل رقمي واعد. وقال: «لقد تفوقت المواهب اللبنانية في كل ما لمسته تقريباً. لقد نجحنا في قطاع الرعاية الصحية، ونجحنا في التعليم العالي، ونجحنا في اقتصاد المبدعين، وهذه كلها مجالات تعتمد على التكنولوجيا ويأتي الذكاء الاصطناعي في مركزها».
وشدد الوزير على أهمية إعداد بيئة داعمة للنمو، موضحاً: «يتطلب الأمر وجود القوانين واللوائح المناسبة، ووجود المؤسسات التي تدفع هذا التغيير… لكنه أيضاً يتطلب تغييراً في العقلية». وحث الطلاب على «تعلم لغة الذكاء الاصطناعي… التفكير في البيانات والذكاء الاصطناعي أولاً، ثم وضع الحلول أثناء تقدم العمل. كونوا مبدعين، لكن ركزوا دائماً على حل مشكلة، وتخفيف نقاط الألم، ومساعدة في معالجة المشكلات التي يواجهها كثيرون منا».
وأضاف شحادة أن على الشركات تبني الذكاء الاصطناعي بشجاعة رغم المقاومة التنظيمية: «كل دراسة تقرؤونها حول إدخال الذكاء الاصطناعي في الشركات، تظهر وجود تحديات، وأكبرها هو المقاومة التنظيمية… لذا يتطلب الأمر أيضاً فهم هذه المؤسسات». ودعا الجامعات إلى جعل معرفة الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من المناهج، وصناع السياسات إلى تحديث القوانين وحماية خصوصية البيانات وتمكين اقتصاد المبدعين.
وتابع: «مهمتنا المشتركة هي تغيير البلاد، وتحسين القوانين. لكنني أرى في هذا فرصة لأنها تبني لبنان القرن الحادي والعشرين… دولة منفتحة وشاملة، تمنح الناس فرصة للتألق والنمو، والأهم من ذلك لبناء مستقبلهم حيث يختارون». وختم بدعوة للعمل: «حلم دولة تضع الذكاء الاصطناعي في المقدمة… حلم يجب أن نحافظ عليه ونغذيه ونضعه موضع التنفيذ. علينا متابعته يومياً. أنتم مستقبل هذا البلد… وسنراكم في الميدان، تغيرون البلاد وتبنون الجمهورية الرقمية التي نطمح إليها جميعاً».
من جهته، أبرز المدير التنفيذي Forward MENA الانتشار الفعلي لتبني الذكاء الاصطناعي في لبنان قائلاً: «برجاء رفع الأيدي، كم منكم استخدم الذكاء الاصطناعي في الأسبوع الماضي؟ أبقوا الأيدي مرفوعة إذا استخدمتموه في آخر 48 ساعة… أبقوا الأيدي مرفوعة إذا استخدمتموه في آخر 24 ساعة. كما نرى، الذكاء الاصطناعي لم يعد المستقبل، لم يعد الغد، إنه اليوم ويحدث الآن».
وشدد المدير التنفيذي على ضرورة الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي وقدم Forward MENA، مركز التعليم الخاص بـBDD، قائلاً: «معاً، لدى BDD وForward MENA مهمة واحدة، وهي تأهيل، وإعادة تأهيل، وربط، ودعم الجيل القادم، سواء من خلال توفير الفرص، أو الدورات، أو المهارات، أو الشبكات والمرافق اللازمة للعمل».
ودعا المدير التنفيذي المشاركين إلى الاستفادة من فرص التواصل المتاحة: «اليوم، في هذه القاعة، يمكن تغيير حياة الناس، واكتشاف مسارات مهنية، ورؤية الفرص. فاحرصوا على التواصل كما لو أن الغد يعتمد على ذلك، لأنه كذلك».
وأكد المنظمون، بمن فيهم ZAKA وBDD وForward MENA وبيروت تتجرأ على الحلم، أن الحدث يشكل خطوة رئيسية لربط المواهب بالفرص، وتحضير القوى العاملة اللبنانية لسوق اقتصاد قائم على الذكاء الاصطناعي في القرن الحادي والعشرين.

