
بيروت (أخبار إنمائية) — 22 سبتمبر/أيلول 2025
الخدمات الإرشادية الزراعية التقليدية لطالما واجهت تحديات بسبب محدودية الموارد البشرية، حيث يوجد في العديد من الدول وكيل إرشاد واحد لكل 1,000 إلى 2,000 مزارع. وغالبًا ما يؤدي هذا التفاوت إلى دعم غير كافٍ للمزارعين الصغار، مما يعيق إنتاجيتهم وقدرتهم على الحصول على نصائح زراعية في الوقت المناسب.
يظهر الذكاء الاصطناعي التوليدي كحل تحويلي لهذه المشكلة. من خلال الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي، يمكن للمزارعين الحصول على نصائح زراعية شخصية وفي الوقت المناسب وبأسعار معقولة. على سبيل المثال، وصل روبوت الدردشة الذكي الخاص بـ Digital Green إلى أكثر من 460,000 مزارع في خمس دول، مقدمًا الدعم بعدة لغات. وبالمثل، يقدم Virtual Agronomist من iSDA استشارات زراعية لأكثر من 350,000 مزرعة في سبع دول أفريقية عبر واتساب، محققًا تحسينات كبيرة في الغلة والأرباح.
تعالج هذه الأنظمة التحديات مثل محدودية المهارات الرقمية والحواجز اللغوية من خلال تقديم واجهات صوتية بلغات محلية. كما تقلل التكاليف، حيث تنخفض نفقات تقديم الخدمة من حوالي 5 دولارات لكل مزارع سنويًا إلى أقل من دولار واحد، مما يمكّن من نشر واسع النطاق.
ومع ذلك، فإن اعتماد الذكاء الاصطناعي في الزراعة ليس خاليًا من المخاطر. فقد تقدم نماذج الذكاء الاصطناعي أحيانًا توصيات خاطئة، تُعرف بـ "الهلاوس"، والتي يمكن أن تكون ضارة في السياقات الزراعية. للتخفيف من هذه المخاطر، تعتمد العديد من التطبيقات نهج "البشر في الحلقة"، لضمان مراجعة وكلاء الإرشاد أو الخبراء الزراعيين للنصائح الصادرة عن الذكاء الاصطناعي قبل وصولها إلى المزارعين.
في لبنان، يواجه القطاع الزراعي تحديات مشابهة، مع ارتفاع نسبة وكيل الإرشاد إلى المزارع والوصول المحدود إلى خدمات الإرشاد الزراعي الحديثة. تسعى مبادرات مثل مشروع "الذكاء الاصطناعي في الأمن الغذائي" بالجامعة الأمريكية في بيروت إلى استكشاف تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتعزيز إدارة المحاصيل والأمن الغذائي. بالإضافة إلى ذلك، تتعاون وزارة الزراعة اللبنانية مع وزارة تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي لتعزيز حلول الزراعة الذكية، بهدف تحسين الإنتاجية والاستدامة.
تُبرز هذه الجهود الإمكانات الكبيرة للذكاء الاصطناعي في تحويل الإرشاد الزراعي في لبنان، وتزويد المزارعين الصغار بالأدوات والمعرفة اللازمة للنجاح في بيئة زراعية متغيرة بسرعة.


