
بيروت (أخبار إنمائية) — 25 سبتمبر/أيلول 2025
وقّع وزير الطاقة والمياه، جو الصدي، مع المدير العام لمجموعة CMA CGM في لبنان والشرق الأدنى، جو دقاق، عقود شراء الطاقة (PPA) بهدف تعزيز الاستفادة من الطاقة الشمسية وزيادة الإنتاج الكهربائي، وتقليل التكلفة، والحد من التلوث. تأتي هذه الخطوة بعد حصول شركة Merit Invest التابعة للمجموعة على ثلاث رخص لإنشاء مزارع طاقة شمسية.
وأشار الصدي إلى أن لبنان يتميز بساعات شمسية طويلة، مؤكّدًا أن استثمار هذه الثروة الطبيعية يمكن أن يساهم في زيادة الإنتاج الكهربائي بتكلفة أقل بكثير من وسائل الإنتاج التقليدية ودون أي تلوث بيئي. وأضاف: "نحن بحاجة إلى كل كيلو واط من الطاقة، وليس فقط الميغاواط، إذ أن الطلب يفوق العرض الحالي بكثير. ولتأمين الطاقة، يشكّل إنتاج الطاقة النظيفة عبر مزارع الطاقة الشمسية دعامة أساسية، إلى جانب إنشاء معامل حديثة لتوليد الكهرباء من الغاز".
وذكر الوزير أنه في أيار 2022، منح مجلس الوزراء 11 رخصة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، بقدرة إنتاجية لكل منها 15 ميغاواط، وفترة تشغيلية تمتد لـ25 عامًا، إلا أن معظم هذه الرخص بقيت غير مفعّلة. وأضاف: "لذلك، جمعت أصحاب الرخص ومنحتهم مهلة حتى 31 كانون الأول لاستيفاء الشروط اللازمة للبدء بالإنشاء. وبالتوازي، تم تشكيل الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء بعد 23 سنة من التأجيل، وهي المسؤولة عن منح التراخيص ومراقبة عمل المزارع وفقًا لقانون تنظيم قطاع الكهرباء رقم 462 لعام 2002".
وأشار الصدي إلى أن العقود الموقعة اليوم تشمل ثلاث محطات للطاقة الشمسية في جبل لبنان والشمال والبقاع، بقدرة إجمالية 45 ميغاواط، مرتبطة بالشبكة الوطنية التي تديرها مؤسسة كهرباء لبنان. وأكد أن هذه المبادرة لا تزيد فقط كمية الطاقة المنتجة، بل تسهم أيضًا في تقليل التكلفة، حيث بلغ السعر الثابت للكيلوواط ساعة 5.7 سنت في البقاع و6.27 سنت في الشمال وجبل لبنان، أي أقل بكثير من متوسط تكلفة الإنتاج لدى كهرباء لبنان.
وشدد الوزير على التزام الوزارة بتحويل هذه العقود إلى مشاريع عملية سريعًا، مثمنًا إيمان مجموعة CMA CGM بالاستثمار في لبنان وتعزيز الشفافية والحوكمة الرشيدة.
من جهته، أوضح جو دقاق أن المجموعة تضع الاستدامة والتحوّل الطاقي في صميم استراتيجيتها العالمية، بهدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050. وأضاف أن CMA CGM استثمرت بشكل كبير في سفن تعمل بالوقود المزدوج للحد من انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 25٪، وتسعى لتوسيع استخدام الوقود من الجيل القادم مثل الميثانول والوقود الحيوي بحلول 2028.
وأكد دقاق أن المبادرة في لبنان تشمل إنشاء ثلاث محطات للطاقة الشمسية تنتج 45 ميغاواط، تكفي لتغطية احتياجات أكثر من 22 ألف منزل، مع خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأكثر من 45 ألف طن سنويًا، وخلق فرص عمل خلال مرحلة البناء، وتعزيز التعاون مع البلديات، إضافة إلى أن المشروع سيكون منصة للتعليم والبحث والابتكار في مجال الطاقة المتجددة.
وعن مواقع المزارع، أوضح دقاق أن المشروع في الشمال الأكثر تقدمًا، حيث تم تأمين الأرض واختيار المقاول، بينما يجري البحث عن أراضٍ مناسبة للمشروعين في البقاع وجبل لبنان، مؤكّدًا استمرار العمل بكفاءة لاستيفاء جميع الشروط المطلوبة لبدء أعمال البناء في أقرب وقت.


