كشفت شركة "أوبن إيه آي"، المطوّرة لتقنية "تشات جي بي تي" عن تطبيق جوال جديد يحمل اسم "سورا" يتيح للمستخدمين إنشاء مقاطع فيديو عبر الذكاء الاصطناعي، في خطوة تمثل دخول الشركة رسميًا إلى عالم منصات التواصل الاجتماعي.

ما هو "سورا"؟

يرتكز التطبيق على أحدث نموذج لتوليد الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي «سورا 2»، وهو الإصدار المطوّر عن النموذج الأول الذي أُطلق في شباط 2024. ويُعد «سورا» بمثابة الواجهة الاجتماعية لهذا النموذج، ويتوافر حاليًا لعدد محدود من المستخدمين في الولايات المتحدة وكندا.

منافسة محتدمة

يدخل «سورا» سوقًا شديدة التنافس، خصوصًا أنه يأتي بعد أقل من أسبوع على إطلاق «ميتا فايبس» من شركة «ميتا بلاتفورمز»، وهي خدمة جديدة لمشاركة مقاطع الفيديو بالذكاء الاصطناعي. كما أضاف «يوتيوب» مؤخرًا أدوات لتوليد الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي، بينما يواصل «تيك توك» بدوره تعزيز هذا النوع من المحتوى.

خصائص المنصة

يوفّر «سورا» تجربة استخدام شبيهة بمنصات التواصل الاجتماعي التقليدية، حيث يمكن لكل مستخدم إنشاء ملف شخصي يحتوي على اسم الحساب وعدد المتابعين والإعجابات، في تصميم قريب من واجهات «إكس» و«ثريدز».

لكن ما يميّز التطبيق أن جميع المقاطع المنشورة تُولَّد بالكامل بالذكاء الاصطناعي، وفق ما أوضح المهندس في «أوبن إيه آي» ديمسون، مؤكّدًا أن المحتوى يُنشئه مستخدمون حقيقيون وليس حسابات آلية، رغم أن الفيديوهات نفسها مصنوعة بالكامل عبر الذكاء الاصطناعي.

كما يتيح التطبيق ميزة جديدة تُعرف باسم «كاميو» (Cameo)، تسمح بإدراج شخص في مقطع فيديو – بعد موافقته – بمجرد طلب ذلك بلغة طبيعية وبسيطة. وفي أحد العروض التوضيحية، أنشأ المهندس روهان سهاي فيديو واقعيًا له وهو يلعب على الملعب الرئيسي في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة للتنس، ثم يعقد مؤتمرًا صحافيًا بعد فوزه "الافتراضي".

بين الإبداع والمخاوف

يركز «سورا» على تمكين المستخدمين من إنتاج محتوى مرئي مبتكر والتفاعل مع فيديوهات أصدقائهم ومعارفهم، لكن ظهوره يثير في الوقت نفسه مخاوف من انتشار التزييف العميق والمعلومات المضللة.

وفي هذا الإطار، أشار سهاي إلى أن التطبيق يعتمد على نماذج تقلّل من إمكانية إنتاج محتوى ضار أو مضلل، مؤكدًا أن الشركة تتبع نهجًا محافظًا في الإشراف على المحتوى لضمان سلامة المنصة.

ولم تُعلن «أوبن إيه آي» بعد عن موعد الإطلاق الرسمي لـ«سورا» عالميًا، في وقت يترقّب فيه المستخدمون هذه الخطوة التي قد تغيّر ملامح صناعة الفيديو والمحتوى الرقمي.