
لبنان (أخبار إنمائية) - 8 تشرين الأول 2025
بدأت سلالة جديدة من فيروس كورونا تلفت الأنظار في بعض مناطق أوروبا والشرق الأوسط، والتي أطلق عليها لقب مقلق "فرانكنشتاين". وتُعرف رسميًا باسم XFG أو "ستراتوس"، وهي متحوّرة ناتجة عن إعادة تركيب جيني بين عدة سلالات من الأوميكرون. ورغم أنها لم تُصنّف بعد كمتحوّرة "مثيرة للقلق" من قبل منظمة الصحة العالمية، إلا أن العلماء يراقبونها عن كثب نظرًا لسرعة انتشارها، وطبيعة أعراضها، وقدرتها المحتملة على التهرّب من المناعة.
هل وصلت إلى لبنان؟
بحسب آخر بيانات وزارة الصحة اللبنانية، لا يوجد حتى الآن أي تأكيد رسمي بوجود متحورة XFG أو "فرانكنشتاين" في البلاد. ويجري حالياً إجراء فحوصات جينية، لا سيما في المركز الوطني للإنفلونزا في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، حيث تُفحص العينات لرصد أي نشاط غير معتاد للمتحورات.
لكن خبراء الصحة العامة يحذرون من أن ضعف القدرة على إجراء التسلسل الجيني في لبنان قد يعني أن انتشاراً منخفض المستوى قد يمرّ من دون اكتشاف، خصوصًا في حال بقي عدد الفحوصات منخفضًا أو في حال عدم مشاركة البيانات الجينية في الوقت الفعلي. وكان قد أجرى لبنان مراقبة للمتحورات سابقًا، خاصة في ذروة الجائحة، ولكن وتيرة هذا العمل تباطأت بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة بسبب نقص التمويل والضغوطات على النظام الصحي.
ما هي متحوّرة "فرانكنشتاين"؟
XFG (المعروفة بفرانكنشتاين) هي متحورة معاد تركيبها، وهي نتجت عن دمج مادتين وراثيتين من سلالتين أو أكثر من متحورات كورونا. وهذه الأنواع من الطفرات ليست جديدة، إذ شهدنا متحورات من سلسلة "X" مثل XBB و XBFفي السابق.
الخصائص الرئيسية لمتحوّرة "فرانكنشتاين":
يبدو أنها تنتشر بسرعة
أعراضها تشبه الإنفلونزا مما يؤدي إلى التشخيص الخاطئ: التهاب في الحلق، بحة في الصوت، تعب عام، وحرارة خفيفة
تظهر بشكل أكبر لدى كبار السن والمصابين بضعف في المناعة
لم تُظهر حتى الآن أنها تسبب مرضًا أشد أو وفيات أكثر من باقي متحورات الأوميكرون
ومؤخرًا، أكدت السلطات الصحية في تركيا تزايد حالات الإصابة بهذه السلالة في مناطق متعددة، ما دفعها إلى تكثيف الفحوصات. كما وردت تقارير مماثلة من المملكة المتحدة والدنمارك وبعض دول أوروبا الشرقية.
ثغرات في القدرة اللبنانية على الفحص والاستجابة
لا تزال القدرة اللبنانية على اكتشاف المتحورات الجديدة والاستجابة لها هشّة. فعلى الرغم من أن السلطات الصحية الوطنية تتابع الوضع، إلا أن البنية التحتية المرتبطة بكورونا، من فحوصات الـ PCR إلى تسلسل المتحورات، تم تقليصها بشكل كبير منذ انتهاء المرحلة الحادة من الوباء.
وأظهرت دراسة نُشرت عام 2023 وأُجريت على عاملين في القطاع الصحي اللبناني أن بعض متحورات الأوميكرون كانت منتشرة في البلاد منذ أشهر قبل أن يتم اكتشافها. وأشار الباحثون إلى وجود تأخر ملحوظ في قدرات التسلسل الجيني، غالبًا بسبب نقص الموارد وضعف التنسيق بين المختبرات العامة والخاصة.
فببساطة، عدم الإعلان عن وجود المتحورة لا يعني أنها غير موجودة.
وقد لا تكون متحوّرة "فرانكنشتاين" وحشاً فعلياً، لكن تجاهلها سيكون خطأً كبيراً. فالنظام الصحي اللبناني الذي صمد أمام أزمات متلاحقة، يحتاج اليوم إلى يقظة دائمة، عبر مراقبة دقيقة، وفحوصات متاحة، وتواصل شفاف مع المواطنين، لتفادي أزمة جديدة تضاف إلى ما سبقها.