
لبنان (خاص إنمائية) - 3 تشرين الثاني 2025
لم يكن صباح إعلان النتائج يومًا عاديًا في ثانوية الحدادين الرسمية للبنات في طرابلس. فبعد أسابيعٍ من الترقّب، تلقّت إدارة المدرسة اتصالًا من دولة الإمارات العربية المتحدة يحمل بشائر استثنائية: "تابعوا حفل إعلان النتائج، فأنتم بين المراتب المتقدمة".
منذ تلك اللحظة، دبت الحماسة في أروقة المدرسة، وبدأت التحضيرات على وقع الأمل والفرح. الكل ينتظر، والكل يترقّب… حتى جاءت المفاجأة الكبرى: الحدادين تحصد المركز الأول عربيًا بين أكثر من 132 ألف مدرسة شاركت في تحدي القراءة العربي!
الثانوية التي احتفلت بفوزها في المسابقة التي انطلقت عام 2015، تسلّمت مديرتها هبة عبس كأس التميّز من نائب رئيس مجلس وزراء الإمارات ووزير الداخلية، الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، في حفلٍ أقيم في دبي، بحضور ممثلين من مختلف الدول العربية.
هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة رحلة طويلة من العمل والالتزام بدأت منذ عام 2019، حين شاركت المدرسة للمرة الأولى في المسابقة وحصدت المركز الثالث بين 67 ألف مدرسة، لتكون آنذاك المدرسة اللبنانية الوحيدة التي بلغت تلك المرحلة المتقدمة. ومنذ ذلك الحين، واصلت الثانوية تطوير أدائها وتفعيل خططها الثقافية والتربوية، حتى وصلت اليوم إلى الصدارة العربية.
وقالت إدارة المدرسة في حديث خاص لإنمائية” :تواصلت معنا جهات رسمية عدّة، منها وزارة التربية، ويوم إعلان النتائج تلقّت رئيسة المدرسة اتصالًا من دولة الإمارات يبشّرها بالخبر السار، فدعونا التلميذات لمتابعة الحفل. وعلمنا حينها أننا بين المراتب المتقدّمة، لكن المفاجأة الكبرى كانت عند إعلان فوزنا بالمركز الأول عربيًا".
وأضافت الإدارة: "منذ تلك اللحظة، توالت الاتصالات الرسمية للتهنئة، وعمّت أجواء الفرح في المدرسة وبين الطالبات والمعلمات. لقد كان حلمًا جميلًا تحقّق بجهود الجميع".
وفي ختام حديثها، وجّهت إدارة الثانوية رسالة تقدير إلى أساتذة اللغة العربية، مشدّدة على أن هذا الفوز هو ثمرة عمل جماعي وتعاون صادق. "نوجّه تحيّة كبيرة إلى جميع الأساتذة الذين تعبوا وسهروا، وبشكل خاص إلى المشرفتين الأستاذة فرح يكن والأستاذة سلام شطح، وإلى الطالبات اللواتي أثبتن أن الإصرار والعزيمة يصنعان المستحيل. كُنّا يدًا واحدة… ولهذا استحققنا هذا التتويج".
إنه إنجاز يُشرّف طرابلس ولبنان، ويؤكد أنّ التعليم الرسمي ما زال قادرًا على المنافسة والإبداع حين تتوافر الرؤية والإيمان والعمل المشترك.







