تستمر الجهود المبذولة لتوسيع الوصول إلى أدوات إدارة متقدمة، مثل إجراء اختبار HbA1c بشكل متكرر.
تستمر الجهود المبذولة لتوسيع الوصول إلى أدوات إدارة متقدمة، مثل إجراء اختبار HbA1c بشكل متكرر.

في اليوم العالمي للسكري في 14 نوفمبر، يتجه التركيز نحو لبنان، حيث يتطلب إدارة مرض السكري تحقيق توازن بين الاحتياجات الصحية والتحديات الاقتصادية والمستوى النظامي. بالنسبة للعديد من اللبنانيين الذين يعيشون مع السكري، يظل الوصول إلى الرعاية المناسبة، وتكلفة الأدوية، والمتابعة الروتينية، من القضايا المستمرة التي تثير القلق.

ماذا تقول الأرقام؟

يستمر معدل انتشار السكري من النوع الثاني (T2D) في لبنان في التطور. وأظهرت دراسة مسحية حديثة، حللت بيانات أكثر من 4000 سجل مختبري، أن حوالي 17% من المشاركين مصابون بالسكري من النوع الثاني. ويعد هذا المعدل أعلى بكثير من الدراسات الوطنية السابقة التي أشارت إلى أن نسبة انتشار السكري المشخص سابقًا بين عامة السكان كانت 7.95%.

لبنان (خاص إنمائية) - 14 تشرين الثاني 2025

وقالت الدكتورة شارلوت أبو إلياس، اختصاصية الطب الباطني والغدد الصماء والسكري، لإنمائية: "غالبية الحالات التي أعالجها تتعلق بالسمنة والسكري من النوع الثاني، وهو الشكل الأكثر شيوعًا في الدول العربية".

وأضافت: "نرى أيضًا حالات السكري من النوع الأول، خصوصًا بين المرضى الشباب. يستخدم بعض مرضاي مضخات الإنسولين، بينما يعتمد آخرون على الحقن التقليدية للإنسولين".

أهمية تأمين الأدوية

يُعتبر تأمين أدوية السكري جزءًا أساسيًا من الرعاية الصحية للمرضى في لبنان. تُستخدم الأدوية الفموية الشائعة، مثل الميتفورمين، على نطاق واسع، كما تتوفر الأنسولين والعلاجات الحديثة للمرضى الذين يحتاجون إليها.

يعمل المرضى عن كثب مع مقدمي الرعاية الصحية لضمان حصولهم على خطة العلاج والجرعة المناسبة. ويعد الحفاظ على توافر الأدوية بشكل مستمر والتكيف مع أي تغييرات في التوفر من الأمور الأساسية لإدارة الحالة بفعالية.

وقالت الدكتورة أبو إلياس: "تتراوح أسعار 1,500 وحدة من الأنسولين اليوم بين 30 و50 دولارًا، بينما تتراوح أسعار إبر الحقن بين 6 و10 دولارات، بفضل البدائل المحلية. أما أقراص مثبطات الإنزيم فتبلغ حوالي 50 دولارًا، أو نحو 12 دولارًا للأنواع المحلية. وبفضل هذه البدائل المحلية والجنيسة، يكون المجموع عادةً حوالي 100 دولار."

دعم احتياجات المرضى

في لبنان، تساعد التغطية الصحية العامة والخاصة العديد من مرضى السكري على الحصول على الرعاية اللازمة. ويوفر أخصائيو الغدد الصماء وعيادات السكري خدمات أساسية، مع استمرار الجهود لتوسيع الوصول إلى أدوات إدارة متقدمة، مثل اختبارات HbA1c المتكررة، ومراقبة السكر المستمرة، والعلاجات الحديثة.

أخبرت الدكتورة شارلوت أبو إلياس موقع إنمايا أن الصليب الأحمر اللبناني يقدم أيضًا دعماً لمرضى السكري، بينما يوفر مركز الرعاية المزمنة التابع لوزارة الصحة العامة المساعدة لمرضى السكري من النوع الأول.

وقالت الدكتورة أبو إلياس: "إذا دعمت وزارة الصحة تصنيع الأدوية محلياً وخفضت تكاليف الإنتاج، يمكن توفير الأدوية للمرضى بأسعار أكثر ملاءمة".

وأضافت: "هناك العديد من مراكز الرعاية الصحية الأولية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية في مختلف مناطق لبنان. على سبيل المثال، هناك مركزان فقط في برج حمود. تحتاج هذه المراكز إلى توظيف أخصائيي غدد صماء وأطباء مختصين بالسكري لضمان حصول المرضى على رعاية شاملة".

مع حلول اليوم العالمي للسكري وتسليط الضوء على التحديات والتقدم في رعاية مرضى السكري، يواصل لبنان جهوده لدعم المرضى، وتسهيل الوصول إلى الرعاية، وضمان مستقبل صحي أفضل لجميع المصابين بهذه الحالة.