تكنولوجيا الصحة عم تركض بسرعة. من التشخيصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي للأجهزة الليابسة (wearables) اللي بتراقب كل حركة عنا، عم تغيّر طريقة فهمنا وتقديمنا للرعاية الصحية. الفوائد كبيرة وملموسة، بس بالمقابل المخاطر عم تكبر بنفس السرعة. إذا بدنا هالتقدّم يخدم الناس مش بس الأنظمة أو الأرباح، صار لازم يصير في رقابة جدّية.

أكبر هواجس اليوم هي خصوصية البيانات. هالتقنيات بتعتمد على جمع كميات هائلة من المعلومات الطبية الشخصية. هالبيانات بتساعد بتحسين العلاجات وبتخلي الرعاية أدقّ. بس بلا حماية قوية، بتفتح مجال للاستغلال. شفنا من قبل بيانات صحية تسرّبت أو انباعت أو تم الوصول إلها من دون إذن. هيدي مش أخطاء بسيطة، هيدي خيانة ثقة كبيرة.

وفي كمان موضوع الخوارزميات. كتير من الأدوات الصحية اليوم بتستخدم الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات، من تشخيص أمراض لتحديد أولوية المرضى. المشكلة إنو معظم الناس، حتى العاملين بالصحة، ما بيعرفوا كيف بتشتغل هالأنظمة. هالغموض بيخلق قلة ثقة. والأسوأ، إذا البيانات اللي تدربت عليها هالأدوات فيها انحياز، النتايج رح تكون منحازة كمان. يعني المجتمعات اللي أصلاً مهمشة ممكن يوصلها رعاية أقل دقة أو حتى ما تنذكر بالمرة.

كمان في مشكلة وصول. المدن الكبيرة والمستشفيات الخاصة هني أول مين بياخد أحدث التقنيات. أما العيادات الريفية والمجتمعات الفقيرة بينتركوا ورا. هالشي بيخلق فجوة خطيرة: مرضى عندهم أحدث الابتكارات، وغيرهم محجورين على أنظمة قديمة وموارد محدودة.

شو الحل؟ الحكومات والجهات الرقابية لازم تلحق الركب. لازم يكون في قوانين واضحة بتوجّه تطوير واستعمال تكنولوجيا الصحة. الخصوصية لازم تنحفظ. الخوارزميات لازم تكون مفهومة وخاضعة للمحاسبة. والوصول للابتكار لازم يكون عادل وشامل، مش بس للي قادر يدفع.

تكنولوجيا الصحة عندها القدرة تحسّن حياتنا، بس بس إذا مبنية على الثقة والشفافية والعدالة. ما فينا ننطر ليتفاقم الضرر. الوقت للتحرك هو هلّق. إذا بدنا تكنولوجيا الصحة تخدم الناس، لازم نحنا نسيطر عليها قبل ما هي تسيطر علينا.